قصفت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي بشكل عنيف المنطقة الغربية لمدينة مصراتة فى الساعات الأولى من السبت فيما وصفت وصفت الخارجية الأمريكية الزعيم الليبى بـ"الشخص الخطير" وأن حلف الناتو سيواصل الضغط عليه حتى يتنحى جانبا.
ونشر مجلس طرابلس المحلي على صفحته الالكترونية صورا لأعمدة دخان في ثالث أكبر المدن الليبية والتي تقع على بعد 200 كليو متر شرقي العاصمة طرابلس.
وأشار المجلس إلى أن كلا من مدن الزنتان ومصراته و وبنغازي و طبرق والبيضاء شهدت مظاهرات ترفض خطاب القذافي والذي وجهه الجمعة لأنصاره داعيا اياهم للاستيلاء على الأسلحة التي ألقتها فرنسا للثوار الليبيين في منطقة جبل نفوسة بغرب ليبيا مهددا بنقل المعركة إلى "البحر المتوسط وأوروبا".
وقال القذافي في كلمة عبر مكبرات الصوت خاطب فيها آلافا من أنصاره الذين تجمعوا في الساحة الخضراء في طرابلس "ازحفوا على الجبل الغربي وافتكوا السلاح الذي ألقاه الفرنسيون, ثم إذا أردتم أن تعفوا عن الثوار فأعفوا عنهم". كذلك حض القذافي أنصاره للزحف إلى مصراتة ( 200 كيلومتر شرق طرابلس) التي يسيطر عليها الثوار منذ أسابيع داعيا أنصاره "لإنهاء المعركة بسرعة وتحرير مصراته شبرا شبرا وبدون سلاح".
من ناحية اخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن الزعيم الليبى معمر القذافى بما أطلقه من تهديدات فى كلمته التى ألقاها الجمعة يعد شخصا خطيرا وأن حلف الناتو سيواصل الضغط عليه حتى يتنحى جانبا.
من ناحية اخرى
قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن على الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ترك السلطة بدل اطلاق التهديدات ضد اوروبا.
موضوعات ذات صلة
ليبيا
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك عقدته في العاصمة الاسبانية مدريد مع نظيرتها الاسبانية ترينيداد خيمينيز: "بدل اطلاق التهديدات، على القذافي التفكير بخير ومصلحة شعبه اولا والتنحي عن السلطة لاتاحة المجال لتحول ليبيا الى الديمقراطية."
وكان العقيد القذافي قد هدد في كلمة وجهها الى الليبيين يوم امس الجمعة بمهاجمة "المساكن والمكاتب والاسر" الاوروبية ما لم يتوقف حلف شمال الاطلسي عن قصف ليبيا.
وقالت كلينتون: "إن المهمة التي يقودها الحلف تجري كما هو مخطط لها، وان الضغط على القذافي يتصاعد كما يزداد المعارضون قوة. يجب علينا اتمام هذه المهمة، ونحن متفقون على ذلك."
من جانبها، قالت خيمينيز إن الدول المنضوية تحت لواء الحلف ستواصل الضغط على القذافي لازالة التهديد الذي تشكله قواته للمدنيين الليبيين.
وأكدت المسؤولة الاسبانية ان "ردنا على تهديدات القذافي يتمثل في مواصلة العمل بنفس الوحدة والتصميم كما كنا في الاشهر الاخيرة."
في غضون ذلك، قال الحلف إنه صعّد هجماته على القوات الموالية للقذافي في غرب ليبيا.
وأشار إلى أن غاراته ضربت أكثر من خمسين هدفا على مدار الأيام القليلة الماضية، وذلك في منطقة تمتد ما بين مدينة مصراته التي تسيطر عليها المعارضة إلى جبل نفوسه الواقع على بعد تسعين كيلومترا فحسب من العاصمة طرابلس.
وكان القذافي قد القى يوم امس الجمعة كلمة عبر الهاتف للآلاف من أنصاره الذين تجمعوا في الساحة الخضراء في طرابلس، تعهد فيها بالبقاء في السلطة ودعا التحالف الذي يقوده حلف شمال الاطلسي الى وقف حملته الجوية والا فسيواجه "كارثة".
وأضاف القذافي في كلمته لمؤيديه الذين كانوا يلوحون بالاعلام الخضراء: "انصحكم ان تتراجعوا قبل ان تحل بكم الكارثة. انصحكم ان تتسحبوا طائراتكم وان تتحاوروا مع الشعب الليبي."
ونصح القذافي الحلف بوقف الحرب الجوية مضيفا "انصحكم اذا تسعوا للسلام وتعود الامور الى ما كانت عليه قبل 100 يوم تتفاهموا مع الشعب الليبي."
واضاف مهددا دول الحلف انه ما لم تتوقف الغارات، "قد نقرر معاملتكم بالمثل، فقد نقرر نقلها (المعركة) الى اوروبا."
واستنكر الزعيم الليبي مذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحقه يوم الاثنين المحكمة الجنائية الدولية.
عائشة
وكانت عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي قد قالت مساء الخميس إن ليبيا تجري مباحثات مباشرة وغير مباشرة مع المعارضين الذين يحاولون الاطاحة بوالدها ولكن المعارضة استبعدت اجراء اي اتصالات أخرى مع طرابلس.
وقالت عائشة في تصريحات للتلفزيون الفرنسي: "هناك مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ويجب ان نوقف اراقة الدم الليبي" .
واضافت المحامية البالغة من العمر 35 عاما: "اننا مستعدون للتحالف مع الشيطان وهو المعارضون المسلحون".
وتبدو تلك اول مرة يصرح فيها احد من دائرة القذافي القريبة بقبول التفاوض مع المعارضة، حسب ما ذكرت وكالة رويترز التي نقلت تصريحات عائشة القذافي.
وهونت عائشة من شأن ما يذهب اليه البعض من ان القذافي قد يرحل، وقالت "هذه الكلمة الرحيل الرحيل الرحيل.... الغريب هو الى اين تريدون أن يرحل.. هذا بلده وارضه وشعبه".
وقالت ابنة القذافي ان احد اولادها واحد اشقائها قتلا في غارات القصف التي يشنها حلف شمال الاطلسي، وانتقدت الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي الذي يواجه انتخابات الرئاسة العام القادم.