في إطار تفنيده للمحكمة الدولة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الذي القاه منذ قليل ردا علي القرار ألاتهامي الذي أصدرته المحكمة الدولية وأدرجت فيه أسماء أربعة مقاومين من حزب الله .
عرض نصر الله لبعض الحقائق الهامة والشواهد والأدلة التي تعيب المحكمة ومن يمثلونها والقائمين علي التحقيق في قضية اغتيال رفيق الحريري.
حيث ذكر أن ضباط التحقيق والمستشارين لهم خلفية سلبية تجاه المقاومة والحركات الإسلامية ولهم علاقة بالمخابرات البريطانية والأمريكية،
ومن بينهم ضابط كبير في" السي أي ايه" مسؤول عن مجزرة بئر العبد التي وقعت في عام 1985 والتي استهدف أية الله محمد حسين فضل الله وأدت إلي استشهاد أكثر من 85 لبنانيا.
واستدل نصرالله أثناء إلقائه للخطاب بمقاطع من الفيديو توضح الخلفيات المهنية والسياسية التي تربط ضباط ومستشاري التحقيق بأجهزة المخابرات الأجنبية المختلفة ، متسائلا في النهاية عن كيفية الاستعانة بهم في التحقيق.
ووضف أمين عام حزب الله الذي أوكل إليهم إظهار الحقيقة بالقتلة والمتآمرين والجواسيس.
وعرض نصرالله لمقطع فيديو لنائب رئيس محكمة التحقيق الدولية جيرهارد ليمان وهو يبيع وثائق التحقيق الدولية مقابل بضعة آلاف من الدولارات .
[المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار]
المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار
وانتقد نصر الله المدعي العام نفسه دانيال بالمار حيث اتهمه بأنه المسئول الأول عن رفع المذكرة الحمراء من "الانتربول الدولي" عن زهير الصديق الشاهد الزور في قضية الاغتيال ووقف ملاحقته.
كما انتقد عدم التزام المحكمة بمبدأ سرية التحقيق التي لم يكن بها أي نوع من السرية علي الإطلاق وان الهدف من التسريبات هو تشويه صورة المقاومة تمهيدا لصدور القرار الظني ولحشد الرأي العام ضدها بما يحقق الهدف من التسريبات.
وتطرق نصرالله إلي التحليل السياسي للقرار الاتهامي والذي رأي انه جاء ليخدم فريق معين لا لخدمة الحقيقة حيث أشار إلي أن القرار صدر عقب الانتهاء والتوافق علي تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والتي اعتقد البعض أنها لن تري النور .
وقرب التصويت بالثقة عليها وعلي بيانها الوزاري وان القرار صدر في ذلك التوقيت إنما يهدف إلي إسقاط الحكومة بأي ثمن وإلا لما انتظر بلمار كل هذا الوقت ولم يصدر قرار الاتهام إلا عند الانتهاء من صياغة البيان الوزاري.
كما شكك أمين عام حزب الله في المحكمة الدولية وشرعيتها ودستوريتها والقواعد والقوانين والإجراءات التي تعمل بها فقد تم تفصيلها ليسهل إثبات الجرم علي من تريد أن يوجه إليه الاتهام.
[نصر الله ورفيق الحريري]
نصر الله ورفيق الحريري
كما أن مبدأ الإنصاف لدي المحكمة غير متوافر سواء في المحكمة أو في رئيسها مدللا علي ذلك باللواء جميل السيد الذي ظل معتقلا لأربع سنوات دون سند ولم يسمح له بالاضطلاع علي أي وثائق تخص قرار اتهامه أو اعتقاله فكيف بتلك المحكمة أن تنصف مقاومين.
وتطرق نصر الله إلي رئيس المحكمة انطونيو كاسيزي الذي وصفه بالصديق المقرب لإسرائيل طبقا لشهادة احد أصدقائه .
كما انه يعتبر المقاومة ضد إسرائيل إرهابا طبقا لبيان موقع عليه بخط يده عرضه نصر الله ، كان قد وجهه لإسرائيل يري فيه أن المقاومة الفلسطينية إرهابا.
وفي نهاية خطابه حذر نصر الله من وقوع فتنة في لبنان وهو ما يسعي إليه البعض خاصة بعض مسيحي 14 آذار الذين اتهمهم بمحاولة إشعال الفتنة بين السنة والشيعة .
واشار إلي أن الحكومة الحالية حكومة موثوق بها ومتوازنة تستطيع أن تتعامل مع الوضع الحالي لكونها لم تكن جزءا من الحكومات السابقة التي شنت حربا علي المقاومة طوال السنوات الست الماضية.
وحذر نصرالله قوى 14 آذار من تحميل حكومة الرئيس ميقاتي ما لا يجب أن تتحمله ولم تكن حكومة الحريري أن تحمله .
متحديا الجميع أن يقوموا باعتقال من صدر ضدهم قرار الاعتقال فلا الحكومة الحالية ولا حكومة سعد الحريري قادرة علي إصدار مذكرة اعتقال بحق هؤلاء المقاومين.
وختم نصر الله خطابه بعبارات وجهها للمقاومة أشار فيها أن ما يحدث هو جزء مما تخوضه المقاومة منذ قيام إسرائيل وعليها أن تحمل تبعات هذه المواجهة .