افادت الأنباء الواردة من ليبيا بأن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي بدأت صباح السبت قصفا لمدينة بنغازي معقل المعارضة شرقي البلاد.
وقال مراسل بي بي سي ايان بانل إن دوي الانفجارات ونيران مضادات الطائرات سمع منذ ساعة مبكرة من صباح السبت في المدينة.
وأكد مراسل بي بي سي أن هناك أنباء عن إسقاط طائرة حربية في بنغازي، وسط تقارير غير مؤكدة عن توغل قوات موالية للقذافي في اطرافها.
وترافق دوي الانفجارات مع أصوات تحليق مقاتلات بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان، واكدت الوكالة أن الطائرة التي تحطمت كانت تحلق استعدادا لقصف هدف على ما يبدو ولكنها أسقطت على الفور مخلفة سحابة هائلة من الدخان الأسود.
وقال أحد المقاتلين لرويترز إن قوات المعارضة أجبرت على التراجع امام تقدم قوات القذافي باتجاه المدينة وإنها أصبحت على بعد 20 كيلومترا من المدينة.وذكرت وكالة فرانس برس نقلا عن شهود عيان أيضا أن قصفا استهدف مناطق جنوب غربي ينغازي وأن سحب الدخان تصاعدت في سماء المدينة.
وفي طرابلس نفى متحدث باسم الحكومة الليبية قيام قواتها بقصف بنغازي، كما بث التلفزيون الليبي بيانا للجيش قال فيه إن قواته تعرضت لهجوم غرب بنغازي.
وجاء في البيان أن الوحدات "المتوقفة غرب بنغازي تعرضت لهجوم شنته عصابات القاعدة"، وأنها ردت عليها "دفاعا عن النفس".
وكان خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي قد أعلن أمس الجمعة أن الجيش الليبي لا ينوي مهاجمة بنغازي مؤكدا التزام القوات الحكومية بوقف اطلاق النار الذي اعلنته السلطات الليبية بعد ظهر الجمعة.
وقال الكعيم في مؤتمر صحفي في طرابلس أمس الجمعة إن انتشار القوات حول المدينة لا يعني انتهاكا لقرار مجلس الأمن.
وأوضح ان "وقف اطلاق النار الذي قررناه يعني بالنسبة لنا عدم القيام بأي عمل عسكري لا كبير ولا صغير", نافيا اتهامات المعارضة لقوات النظام الليبي بشن هجمات على مواقعها. إلا أن مسؤولا بمجلس الأمن القومي الأمريكي قال لوكالة رويترز إن قوات القذافي توصل التقدم باتجاه بنغازي.
قوات معارضة للقذافي
معارضو القذافي تعهدوا بمواصلة القتال
من جهته قال اللواء عبد الفتاح يونس أحد قادة المعارضين الليبيين في المدينة إن المعارضين يدافعون عن المدينة بغض النظر عن اعتبارات المكسب أو الخسارة "لأنهم يخدمون الشعب الليبي".
وكانت الأنباء قد أفادت بتعرض مدينة مصراتة لقصف من القوات الليبية قبل إعلان وقف إطلاق النار.كما اندلعت معارك بين القوات الموالية للقذافي والمسلحين المعارضين على طول خط المواجهة خارج مدينة زنتان.
قمة باريس
وتسود حالة من الترقب لنتائج التحركات الغربية لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يتيح استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا
وفي وقت سابق توقع السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة بدء العمل العسكري ضد قوات العقيد معمر القذافي بعد ساعات من القمة الدولية المقررة اليوم في باريس بشأن ليبيا
وأكد السفير جيرارد أراو في تصريح لبي بي سي أن القمة ستضم القوى الرئيسية المشاركة في العمل العسكري المحتمل وستكون فرصة مناسبة لتوجيه آخر إشارة بعد الإنذار الذي وجه أمس الجمعة إلى العقيد القذافي.
وتهدف القمة التي ستعقد في قصر الإليزيه الى اشراك الدول العربية والافريقية مع دول الغرب التي تعدد بالعمل العسكري.
ويشارك في القمة إلى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون و الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون.
أوباما
اوباما اكد أن بلاده لا يمكن أن تفرض التغيير
كما يحضر الاجتماع امين عام الجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي ومفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد كاثرين اشتون اضافة الى رئيس لجنة الاتحاد الافريقي جان بينغ.
جاء ذلك بعد أن وجهت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا إنذارا إلى العقيد معمر القذافي بوقف هجمات قواته "فورا".
واعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس ولندن وواشنطن ودولا عربية انذرت القذافي بأنه سيواجه تدخلا عسكريا في حال عدم استجابته لهذا الانذار.
وذكرت وكالة رويترز أن البيان طالب القذافي كذلك بإعادة المياه والكهرباء إلى المدن الليبية التي قطعت منها.وطالب البيان القوات الليبية بوقف تقدمها باتجاه بنغازي والانسحاب من ثلاث مدن أخرى هي مصراتة واجدابيا والزاوية.
كما وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنذارا نهائيا للعقيد القذافي طالبه فيه بوقف جميع الهجمات على المدنيين ، وأن يسحب قواته من المدن التي يسيطر عليها المعارضون ، وأن يسمح بدخول المساعدات الإنسانية.
وقال اوباما في بيان ألقاه بالبيت الأبيض هذه الشروط ليست محل تفاوض وأنه إذا لم يتلزم القذافي بقرار مجلس الأمن فستعمل الولايات المتحدة مع شركائها لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن.لكن أوباما اكد أن بلاده لن تنشر قوات على الأرض في ليبيا.
من جهتها اتهمت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة القوات الموالية للقذافي بخرق قرار مجلس الأمن 1973.