افادت مصادر اخبارية بسقوط عشرات القتلى واكثر من 200 جريح الجمعة اثر اطلاق قوات امن بزي مدني وقناصة محترفين الرصاص الحي على المعتصمين في ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء بعد الدعوات للخروج في مسيرات مليونية اليوم للمطالبة بإسقاط النظام ،وأطلقوا عليها اسم "جمعة الانذار".
وقال مراسل قناة "الجزيرة" ان قوات الأمن اطلقت النار على المعتصمين في ساحة التغيير ، مما تسبب في سقوط 40 قتيلا على الاقل وحوالي 200 جريح معظم اصابتهم في الرأس والصدر.
ونقل مراسل "الجزيرة" عن شهود عيان ان قناصة على اسطح المنازل يطلقون النار على المعتصمين.
وقال شهود عيان إن "موالين للنظام فتحوا النار من اسطح عدد من المباني في صنعاء على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون باسقاط النظام ويرفعون اعلام صفراء" في ما اطلقوا عليه جمعة الانذار.
ومن جانبه ، قال طارق الدعيس الطبيب في المستشفي الميداني بساحة التغيير ان هناك 11 قتيلا على الاقل بينهم طفل، واكثر من 40 جريحا اصابتهم خطيرة جراء اطلاق النار عليهم.
واتهم الطبيب في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" قوات الأمن اليمني بقصد قتل المعتصمين عن طريق اصابتهم إصابة مباشرة في الرأس والعنق.
وذكر شهود عيان أن المعتصمين يعملون على فك الحصار الذي يفرضه البلطجية على ساحة التغيير ويمنع من وصول المزيد من المعتصمين الى الساحة .
وبثت قناة "الجزيرة" لقطات حية تظهر توافد عشرات المصابين على المستشفي الميداني بساحة التغيير وسط صنعاء ، واظهرت اللقطات ان الاصابات استهدفت الاجزاء العلوية من الرأس والصدر والقلب والعنق .
وفي تعز جنوب اليمن ، احتشد مئات الآلاف من اليمنيين في محافظة تعز الجنوبية مطالبين بإسقاط نظام علي عبدالله صالح ومحاكمته ومحاكمة جميع أفراد أسرته ومعاونيه.
وقال مراسل "الجزيرة" ان قوات الأمن نشرت عشرات المدرعات والعربيات المصفحة في محيط المعتصمين.
وكانت القوى اليمنية المعارضة لحكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دعت جميع المواطنين في مختلف أنحاء البلاد للخروج في مسيرات مليونية الجمعة للمطالبة بإسقاط النظام ،وأطلقوا عليها اسم "جمعة الانذار".
في المقابل، دعا أنصار الحزب الحاكم الى مسيرات مؤيدة للرئيس في كل من العاصمة صنعاء وذمار وعدد من المدن اليمنية في نفس اليوم فيما أسموه "جمعة الوفاق".
وكثفت قوات الأمن ومكافحة الشغب من انتشارها وتواجدها حول الميادين والساحات التي تشهد الاعتصامات والمظاهرات.
وفي اطار المحاولات الرامية الى ايجاد حلول للأزمة الحالية أعلن الخميس في صنعاء عن تشكيل "التكتل الأكاديمي للتغيير والإنقاذ الوطني".
ويضم التشكيل عشرات من أساتذة الجامعات اليمنية الذين طرحوا مبادرة جديدة ينتظر ان تعرض على السلطة والمعارضة يوم الجمعة.
يأتي ذلك فيما يخيم على البلاد جو من الترقب الحذر بعد فشل عدد من المبادرات السياسية في اقناع السلطة والمعارضة بالتوصل الى حل يفضي لانهاء الأزمة الحالية في البلاد وهو ما اعتبره مراقبون نتاجا طبيعيا لتزايد عدد المطالبين برحيل النظام وتواصل الاحتجاجات في مختلف مدن البلاد.
وتشهد اليمن منذ اسابيع مظاهرات تقودها المعارضة تطالب برحيل الرئيس صالح الذي قضى 32 عاما في السلطة.