شهدت جلسة الحوار الوطني الثانية المخصصة لاستعراض آراء شباب الثورة ونظرتهم المستقبلية لهذا الحوار أحداثا مؤسفة بين شباب الثورة وبعض المدعوين للحوار والذين ينتمون إلي الحزب الوطني المنحل.
فقد أصر شباب الثورة خلال إلقاء الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي كلمته أمام الجلسة الثانية علي خروج بعض أعضاء الحزب الوطني المنحل المدعوين من القاعة، وحدث هرج ومرج كبير داخل القاعة مما دعا الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس لجنة الحوار للتدخل علي إثر ذلك وتهدئة الموقف، حيث قال "إن كان هناك أخطاء في قائمة المدعوين فيمكن تداركها ونحن نعرب عن الأسف لهذا الخطأ.. ومن يشعر بأنه غير مرغوب بوجوده داخل القاعة فليتفضل بالخروج.. ولكن نحن لا نخرج أحدا بالقوة".
وأضاف الدكتور عبدالعزيز حجازي "إنه يرفض أن يتحول الحوار الوطني إلي فوضي" .. مشيرا إلي أن هذه الفوضي ستقضي علي هذا الحوار "وتدخلنا إلي نفق مظلم تضيع علي أثرها أشهر من الإعداد والاجتماعات للخروج بحوار مفيد للشعب المصري". وشدد علي ضرورة أن تبدأ جلسات الحوار علي الفور دون تباطؤ .. وإذا كان هناك خطأ فستتم مراعاته علي الفور.
ومن جانبه.. قال الدكتور عمرو حمزاوي عضو لجنة الحوار الوطني إنه يرفض أن يتحول الحوار الذي تنتظره مصر إلي فوضي.. موضحا أنه إذا كان هناك خطأ فمن الممكن علاجه.. مشيرا إلي أنه سيتم تشكيل لجنة علي الفور للنظر في كشوفات المدعوين لتلافي هذا الخطأ.وأكد حمزاوي ضرورة التركيز علي الحوار والبعد عن المهاترات الآن لأن سياسة الإبعاد غير ديمقراطية ولا نريدها.. مشددا علي ضرورة ألا يأخذ الاختلاف كل الوقت ولكن يجب أن نبدأ علي الفور جلسات الحوار التي تفيد الوطن.
و أعلن الناشط السياسي خالد تليمة، عضو المجلس التنفيذي لائتلاف شباب الثورة، انسحابه من جلسات الحوار الوطني، واصفها بغير المعبرة عن الحوار، مؤكدا أن مكانه في ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل. وقال خالد: "المجلس العسكري فقط هو من يدير المرحلة الانتقالية، والدكتور عصام شرف ليس له أي دور في صياغة القوانين التي تخرج لنا يوما بعد يوم، ولا فائدة أو جدوي من الحوار علي الإطلاق". من ناحية اخري فضل باقي اعضاء شباب الثورة الستة وهم أحمد نجيب، وعبد الرحمن حمدي، وغادة موسي، وطارق زيدان، ومحمد جوادي، البقاء ورفضوا الانسحاب.
وكان الداعية الإسلامي صفوت حجازي قد اكد أن شباب الثورة يدرسون الانسحاب من الحوار الوطني، بعدما وجدوا أنفسهم يجلسون في مؤتمر للحزب الوطني بكافة رموزه وأطيافه، ووجدوا الأشخاص الذين تلطخت أيديهم بدماء شهداء ثورة 25 يناير يجلسون جنبا إلي جنب معهم.وأكد حجازي أن علي كل رموز الحزب الوطني الموجودين في القاعة المغادرة خلال 5 دقائق، وإلا سيتم إخراجهم بالقوة، لأن شباب الثورة لم يدعوا أحداً من هؤلاء إلي المؤتمر.وكانت القاعة التي عقدت بها جلسات الحوار اليوم، الأحد، قد شهدت حالة من الاضطراب الشديد، بعدما صاح الحاضرون "يسقط الحزب الوطني".
و كانت جلسات الحوار الوطني قد بدأت امس تحت رعاية الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ، وبرئاسة الدكتور عبدالعزيز حجازي. و أكد الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة لا تتدخل علي الإطلاق في جلسات الحوار الوطني بأي صغيرة أو كبيرة بل تقدم له الدعم الفني والمادي من أجل إنجاحه والمساهمة في تطويره.وقال شرف، خلال افتتاحه الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني: نحن في انتظار نتائج الحوار حتي نبني عليها سياساتنا المستقبلية من أجل مصر رائدة وقوية ومستنيرة. وكان الدكتور عصام شرف، قد آثر أن يحضر الحوار بصفته مواطنًا عاديًا لا رئيسا لإحدي الجلسات، إلا أن الدكتور عبد العزيز حجازي، رئيس لجنة الحوار، أصر علي أن يلقي شرف كلمة بافتتاح المؤتمر.
وافتتح الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس لجنة الحوار الوطني ، الجلسة بكلمة قال فيها: ان الحوار الوطني رسالة تؤكد لكل مواطن علي أرض مصر ضرورة توفير المناخ الملائم للتعبير عن آماله وطموحاته دون التطرق إلي العنف وعدم التجاوز علي الاطلاق فيما يطرح من أفكار ، وأضاف أن الحوار الوطني اليوم هو رسالة نعرض من خلالها السياسات التي نراها مناسبة في ضوء المتغيرات العالمية الراهنة وذلك طبقا للامكانيات المتاحة لدينا .. مؤكدا أنه لا حظر علي أي أفكار أو آراء طالما التزمنا بآداب وشفافية الحوار التي ليس لها حدود.
وأكد عبدالعزيز حجازي رئيس الوزراء الأسبق رئيس لجنة الحوار الوطني أن الحوار الوطني يهدف إلي توجيه رسالة إلي كل مواطن مصري يتعرف من خلالها علي حقوقه وواجباته بحيث لا تكون هذه الحياة حكرا علي فئة محدودة من الأغنياء أو ذوي السلطة أو القادرين علي أصحاب الأموال والجاه.
وأضاف حجازي أنه في نفس الوقت هو دعوة لكي يتحمل المواطن مسئوليته من خلال العمل المنتج والمشاركة الحقيقية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانسانية بصفة عامة.وأوضح حجازي "أن هذا الحوار الوطني هو رسالة كذلك تؤكد لكل مواطن علي أرض مصر ضرورة توفير المناخ الذي يسمح فيه للمواطنين بالتعبير عن آمالهم وطموحاتهم وعرض مظالمهم التي تقع عليهم دون الحاجة إلي التطرف والعنف أو الخروج عن آداب التحاور والتسامح الذي نصت عليه المواثيق السماوية والاخلاقية والعالمية علي حد سواء. وأشار إلي أن ثورة 25 يناير هي ثورة سلمية لم تكن لها قيادة ولكن دفعت بالعشرات والمئات وبالملايين من أبناء هذا الشعب والحركات التحريرية في كافة أنحاء القطر إلي التظاهر من خلال نداءات أطلقوها مستخدمين وسائل العلم الحديث وبالعزيمة والاصرار دفعوا برسالة إلي القيادة السياسية والتنفيذية، وكان لهم ما أرادوا وظل استمرار حماس هؤلاء الشباب دافعاً في إحداث التغيير الحقيقي.وتابع عبدالعزيز حجازي رئيس الوزراء الأسبق رئيس لجنة الحوار الوطني قائلا "إن الحوار الوطني ما هو إلا رسالة تعرض من خلالها السياسات التي نأمل أن تحضنها القيادات السياسية والتنفيذية والتشريعية والثقافية في ضوء المتغيرات المحلية والاقليمية والعالمية".
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية فيديو:تفاصيل أحداث الحوار الوطني المؤسفة
وشدد حجازي علي ضرورة أخذ التغيرات العالمية من حيث تأثيرها علي مسيرة العمل الوطني، وذلك طبقا للامكانيات المتاحة من المواد والأموال والتي يمكن توفيرها وعرض بعض البرامج والآليات التي تحقق للمواطن ضروريات الحياة من سكن ومشرب ومأكل.وأضاف أن الحوار الوطني هو رسالة كذلك تؤكد للمواطن المصري بل كل من يعيش علي أرض هذا الوطن من خلالها أن الدولة حريصة علي توفير الأمن والأمان الذي بدونه لا تستقيم الحياة ولا تستثمر الأموال ولا يتحقق الاستقرار الذي يتطلع إليه كل انسان في هذا الوطن.
وأوضح حجازي أنه بدون الأمن والسلام تصبح الحياة فوضي وعنفاً وتطرفاً وتضيع الآمال ويسود الخوف ويصبح خطرا علي كل مواطن وهو مالا نبتغيه.وأشار حجازي إلي أن "هذا الحوار هو رسالة للمواطن بضرورة أن يقدم للوطن جهدا منتجا يضيف به إلي المجتمع قدرا من العطاء الذي يرفع به قدر هذا الوطن إلي الدول الصاعدة والمتقدمة لانه بدون رفع معدلات النمو والتنمية التي تعود بالنفع علي المواطن لا نكون قد حققنا أهداف الثورة نحو بناء مجتمع منتج يسود فيه العدل في توزيع الثروات والدخول ولا يسمح فيه لفئة قليلة أن تحتكر الثروة بما تملكه من جاه ومال وسلطان ولكن يعتمد فيه علي المنافسة الشريفة ويعمل الكل فيه من أجل توفير كل مقاومات الحياة الكريمة".
وأضاف الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس لجنة الحوار الوطني: أن من أهم المبادئ الحاكمة للحوار الوطني تتمثل في حرية التعبير وقبول الرأي والرأي الآخر وعدم إقصاء أي فكر بشرط ألا يكون بتعصب وبتميز وإفساح فرصة متساوية لاطراف الحوار. وتابع حجازي قائلا "إن من أهم المبادئ أيضا التركيز علي ثقافة التسامح والمشاركة والعمل كفريق بثقافة السلام وتوفير الشفافية الكاملة في البث الفوري والنشر والتوثيق لجلسات الحوار الوطني بأساليب التقنية الحديثة والالتزام بالاعتبارات العملية والتنظيمية المتعلقة بإدارة الوقت واعداد المشاركين وأسلوب التعايش". وأوضح أنه لا يصح التركيز في الحوار علي ما يدور في القاهرة فقط بل لابد أن يمتد إلي المحافظات وكل مواقع العمل دون أن يؤثر ذلك علي الأعمال، والعمل علي انتهاء الحوار بنتائج محددة في صورة برامج وآليات ومشروعات قوانين أو قرارات تركز علي مجالات التوافق وتشير إلي نقاط الخلاف.وتعهد الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس لجنة الحوار الوطني للشباب بتشكيل هيئة من كل حركات التحرر الثورية لتشارك في متابعة وتحضير الجلسات الختامية لهذا الحوار. وأضاف: أنه تم تحديد المحاور الخمسة لهذا الحوار الوطني وتتمثل في الديمقراطية وحقوق الانسان ، التنمية البشرية والاجتماعية، التنمية الاقتصادية والمالية والخروج من الأزمة الراهنة، الثقافة وتعايش الأديان والاعلام ، ومصر في علاقاتها بالخارج بعد ثورة 25 يناير. وأعرب حجازي عن تطلعاته في أن يقوم الشباب بعرض تصوراتهم في الحاضر والمستقبل ومطالبهم، كما شدد علي ضرورة التجاوب معهم.
وطالب المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة بضرورة السماح للمواطنين في المشاركة في إبداء الرأي في القوانين والقرارات التي ينوون إصدارها، كما طالب بضرورة تفعيل كل القوانين والقرارات التي تعيد الانضباط والامن والامان إلي الشارع المصري حتي لا يتعطل دولاب العمل ودوائر الاعمال.كما دعا حجازي الاحزاب وكافة منظمات المجتمع المدني بالقيام بحملة توعية للمساهمة في عرض المشاكل ووضع الحلول اللازمة لها، وتفعيل دور الآلاف من الجمعيات والمنظمات الاهلية في تنفيذ مجموعة من البرامج تؤدي إلي تقديم قيمة مضافة. وأكد الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس لجنة الحوار الوطني حرصه علي عرض التجارب الرائدة في مصر لمكافحة الفقر حتي تكون نبراسًا في المستقبل، موضحا أنه طالب من جهاز العشوائيات بوضع صورة لحالة العشوائيات في مصر والقاهرة الكبري والمحافظات والبرامج والآليات للقضاء، كما أعرب عن سعادته لقيام الحكومة بوضع برنامج قومي لهذا الموضوع يشرف علي تنفيذه وزير التنمية المحلية.
وطالب حجازي أجهزة الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة بأن تتوخي المصداقية في نقل جلسات الحوار، مقترحا أن يتم تخصيص عدد من الساعات كل يوم خلال هذه الفترة حتي ينتهي الحوار الوطني.
ودعا الدكتور حجازي القطاع الخاص الوطني بتعبئة مدخراتهم وتوجيهها لبرامج التنمية ذات الأولوية، كما اقترح إنشاء صندوق لجمع كل الموارد الاستثنائية أو الإضافية التي ترد من كل الجبهات لتحديد الأولويات في استخدامها بعيداً عن الموازنة العامة للدولة.كما حث حجازي الحكومة علي ضرورة ترشيد الانفاق الحكومي، وطالب بضرورة إعادة النظر في موضوع الموارد الضريبية. كذلك شدد حجازي علي ضرورة أن يحرص كل المشاركين في هذا الحوار علي عرض كل الآليات والبرامج التي يمكن تنفيذها ولا تكون اللقاءات نظرية بحتة حتي يحقق هذا الحوار أهدافه .. داعيا شباب الثورة إلي الانخراط في العمل السياسي عن طريق تشكيل أحزاب أو جمعيات حتي يصبح لهم كيان قانوني قوي.
وأكد مرتضي منصور أنه لن يتحدث داخل المؤتمر ولكن كلمته للإعلام كانت ترتكز علي الأقباط وأن القبطي هو مواطن مصري شأنه شأن أي مواطن عادي له الحقوق والواجبات التي لابد وأن توفر له كما رفض الحديث عن الحزب الوطني، وأكد أنه لن يتكلم عنه ولكن ليس كل من كان في الحزب الوطني فاسداً وليس كل من في الثورة هو صالح ووطني، وأكد أنه لابد من احترام الآراء حتي نصل إلي نقطة التفاهم وحل الأزمات.
وشهد المؤتمر هجوماً علي حمدي خليفة نقيب المحامين من قبل بعض المحامين، وأكدوا أنه ليس ممثلاً للمحامين وأنه من فلول النظام السابق كما أكدوا مشاركته في الحوار كمستمع وليس متحدثاً عن أي شيء.
تضمن المؤتمر أربع مبادرات أساسية هي قضية الأمن والاقتصاد وعلاقة مصر بالخارج بعد الثورة، وقضية الدستور وبسبب المشادات التي حدثت خلال الجلستين الأولي والثانية اضطر بعض من الوزراء والمسئولين للرحيل ولم يتبق سوي القليل من الشباب الذين ينتظرون أن يجد جديد خلال اليومين المقبلين للمؤتمر آملين في نجاح المؤتمر والخروج بنتائج إيجابية.
شاهد الفيديو من هنا