أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما صباح اليوم الإثنين، عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية للقوات الخاصة الأمريكية في باكستان.
وأكد أوباما – خلال مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض بثته وسائل الإعلام – أن بن لادن تأكد قتله في عملية عسكرية شنت ليلة الأحد، على مجمع سكني في منطقة أبو تابد التي تبعد 60 ميلاً شمالي العاصمة الباكستانية، وأن القوات الأمريكية تحفظت على جثته بعد انتهاء العملية التي لم يصب فيها اياً من الجنود الأمريكيين بأذى.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه كان على اتصال بوكالة الاستخبارات الأمريكية التي استطاعت تحديد مقر إقامة بن لادن منذ أسبوع، وهو الأمر الذي دفعه إلى إعطاء أوامره للجيش بضرورة تنفيذ عملية سريعة لقتله.
ووصف أوباما العملية بـ«التاريخية» التي ستبقى محفورة في تاريخ الأمة الأمريكية، موضحاً أن العملية التي قتل فيها زعيم القاعدة تمت بالتنسيق مع باكستان، مضيفاً أنه اتصل بالرئيس الباكستاني اليوم وهنه على نجاحها.
وشدد أن القاعدة ستواصل هجماتها ضد الولايات المتحدة، إلا انه أكد ان الأخيرة لم ولن تكن في حرب ضد الإسلام، قائلاً: "أسامة بن لادن لم يكن قائداً إسلامياً بل كان إرهابيا".
وأكد أن العملية، التي تم فيها تبادل لإطلاق النار، لم تسفر عن سقوط خسائر في صفوف المدنيين، وأضاف قائلا: "العدل قد تحقق هذه الليلة بمقتل زعيم تنظيم القاعدة".
وذكرت «السي.ان.ان» نقلاً عن مصادر عسكرية أمريكية، أن بن لادن قتل بطلقة في الرأس بعد مقاومته لفرقة القوات الخاصة الأمريكية المعروفة باسم «سيلز»، مضيفاً أن العملية العسكرية استغرقت 40 دقيقة.
وبثت قناة «الجزيرة» لقطات نقلاً عن قناة «جيو» الباكستانية، تظهر مخبأ بن لادن الذي هاجمته القوات الأمريكية، وتشير اللقطات إلى اشتعال النيران في أحد المباني الذي دمر جزئياً بفعل الهجوم.
وأصدر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن بيانا وصف فيه مقتل بن لادن بـ«الإنجاز التاريخي» وأضاف: "أمريكا بمقتل بن لادن بعثت رسالة إلى العالم مفادها إن العدالة ستحقق في النهاية بغض النظر عن الزمن"
وأعلن مسؤول أمريكي أن أحد أبناء بن لادن واثنين آخرين قتلوا أثناء العملية العسكرية، ودعت واشنطن رعاياها في الخارج إلى توخي الحذر خلال تنقلاتهم تحسباً لهجمات انتقامية من تنظيم القاعدة.
وذكر مراسل قناة الجزيرة في إسلام آباد أن عدد من المسئولين العسكريين الباكستانيين قالوا إن مروحيتان تابعتين للجيش الأمريكي شاركتا في العملية الخاصة، وسقطت أحداهما وقتل من فيها، إلا أن تلك المعلومات لم تؤكد بعد من مصدر رسمي.
[الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة ايمن الظواهرى ]
الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة ايمن الظواهرى
وعقب الدكتور ضياء رشوان على الخبر – في حديث لقناة الجزيرة - حيث أكد أن القاعدة قد تختفي خلال الأعوام القليلة القادمة، على الرغم من وجود البديل لابن لادن، فمن المتوقع أن يتولى أيمن الظواهري زعامة القاعدة خلفاً له، نظراً لانه يمتلك خبرة طويلة في العمل المسلح الجهادي.
وأضاف أن القاعدة قد تتعرض لهزة عنيفة بسبب مقتل زعيمها وسلمية الثورات العربية التي كانت بمثابة النقيض الموضوعي للجهاد المسلح، لابتعادها عن العنف وما يعرف بـ«الجهاد المسلح» ضد الدولة وأجهزتها.
وبحسب المراقبون فإن إعلان أوباما عن مقتل بن لادن يعد بمثابة طوق النجاة الذي قد يعبر به إلى فترة رئاسية ثانية، خاصة وأن الرئيس الأمريكي تعهد أثناء حملته الانتخابية بالقضاء على زعيم تنظيم القاعدة خلال ولايته الأولى.
ويتوقع الكثيرون إنطلاق عمليات انتقامية في باكستان وأفغانستان نظراً لان بن لادن يعد زعيماً روحياً للحركة طالبان التي تتمركز في البلدين،
وأسامة بن لادن مواليد 10 مارس 1957، وكان المؤسس لتنظيم القاعدة وظل تحت رئاسته حتى مقتله، وهو تنظيم سلفي جهادي مسلح أنشئ في أفغانستان سنة 1988. وقام بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان وتعتبر هدفاً رئيسياً للحرب الأمريكية على الإرهاب.
ولد أسامة بن محمد بن عوض بن لادن في الرّياض في السعودية لأب ثري وهو محمد بن لادن والذي كان يعمل في المقاولات وأعمال البناء وكان ذو علاقة قوية بعائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية. وترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت.
ودرس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد، فيما تتحدث بعض التقارير أنه نال شهادة في الهندسة المدنية عام ،1979 ليتولي إدارة أعمال شركة بن لادن وتحمّل بعض من المسؤولية عن أبيه في إدارة الشّركة. وبعد وفاة محمد بن لادن والد أسامة، ترك الأول ثروة لأبنائه تقدّر بـ 900 مليون دولار.
مكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفييتي لأفغانستان في سنة1979. وفي سنة 1984.