أعلن المجلس الوطني الانتقالي أمس أن الثوار الليبيين تمكنوا من فرض سيطرتهم الكاملة علي مجمع باب العزيزية وسط أنباء عن فرار القذافي وأبنائه إلي جنوب طرابلس.
وأكدت مصادر للثوار عدم وجود أي أثر للعقيد الليبي معمر القذافي أو أحد من أولاده في العزيزية.
وذكرت شبكة سي.إن.إن أن المقاتلين أحرقوا مبني تاريخيا داخل مجمع معمر القذافي الضخم.
من جهتها, نقلت قناة العربية عن مراسلها في طرابلس قوله إن الثوار يفتشون منزل القذافي داخل المجمع غرفة غرفة.
وكان الثوار قد تمكنوا في وقت سابق من دخول بيت الضيافة الخاص بالعقيد معمر القذافي, حيث قاموا بتحطيم النصب الذي أقامه بعد الغارات الأمريكية علي مجمعه الحصين في عام1986.
وذكر أحد الثوار أن اقتحام مجمع باب العزيزية تم من الجهة الشرقية بوابة دخول الضيوف الرسميين للقذافي.
وقال الثوار إنهم استولوا علي أسلحة وسيارات مصفحة من مقر القذافي, وانهم باشروا بتفتيش مقر العقيد غرفة غرفة.
وأكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي أنه من المبكر القول أن معركة طرابلس انتهت والثوار مازالوا يقومون بتمشيط باب العزيزية بحثا عن القذافي, والثوار سيدخلون مدينة سرت ليس للانتقام أو الثأر بل لرفع الحصار عن أهلها.
كما أعلن الثوار الليبيون نجاحهم في السيطرة علي مدينة رأس لانوف النفطية الواقعة علي الطريق إلي مدينة سرت مسقط رأس القذافي, وذلك بعد سيطرتهم علي بلدة القيلة الساحلية فضلا عن إحكام سيطرتهم علي مدينة البريقة وبالتزامن مع اقترابهم من السيطرة الكاملة علي العاصمة طرابلس. في غضون ذلك وبعد سيطرة الثوار الليبيين علي العاصمة طرابلس, شهد منفذ السلوم البري ارتفاعا في معدل حركة السفر إلي ليبيا خلال اليومين الماضيين, حيث عبر المنفذ في طريقهم إلي الجماهيرية1942 ليبيا معبرين عن ابتهاجهم بسقوط نظام العقيد معمر القذافي وسيطرة المجلس الانتقالي علي الحكم.
في سياق متصل, ارتفع عدد المصريين المسافرين إلي ليبيا إلي1226 شخصا بينما انخفض عدد من غادر منهم الأراضي الليبية إلي378 فقط قادمين من مدن طبرق ودرنة والبيضا و الجبل الأخضر وبني غازي.
وأكد المصريون القادمون من ليبيا ـ ومعظمهم من العاملين بشركات المقاولات ـ أنهم عادوا لقضاء الأيام المتبقية من شهر رمضان وعيد الفطر بصحبة ذويهم في مصر وسوف يعودون لاستكمال عملهم بالجماهيرية بعد العيد.
فيما أكد المسافرون المصريون عبر المنفذ أنهم ذاهبون للعمل بالمدن الشرقية والحصول علي مستحقاتهم المالية المتأخرة.
وفي سياق متصل يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا علي مستوي المندوبين الدائمين غدا لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا. صرح بذلك الشيخ خليفة بن علي الحارثي سفير سلطنة عمان لدي مصر ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية أمس وقال انه تقرر عقد هذا الاجتماع لبحث عودة ليبيا ممثلة في المجلس الانتقالي لممارسة مهامها ونشاطها كعضو عامل في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وحول عدم اعتراف بعض الدول العربية بالمجلس الانتقالي الليبي حتي الآن قال سفير سلطنة عمان ان الاعتراف العربي الكامل مسألة وقت كما أن أغلب الدول العربية اعترفت فعلا بالمجلس الانتقالي كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي ومن ضمنها السلطنة معربا عن اعتقاده بأن الدول العربية في طريقها لهذا الاعتراف, مشيرا إلي أن اجتماع وزراء الخارجية العرب علي مستوي لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الذي عقد بالدوحة في وقت لاحق أمس قد ناقش تطورات الأوضاع علي الأراضي الليبية والموقف العربي منها وذلك علي هامش مناقشتهم الملف الفلسطيني.
من ناحية اخرى
عرض المجلس الوطني الانتقالي الليبي1.7 مليون دولار مكافأة للقبض علي العقيد الليبي الهارب معمر القذافي, كما عرض المجلس العفو عن أعوان العقيد إذا قتلوه أو سلموه للثوار.
وقد تواصلت أمس المعارك بين الثوار وقوات القذافي الذين مازالوا موجودين في بعض أحياء طرابلس. ويأتي ذلك في الوقت الذي توجه فيه وفد من المجلس الوطني الانتقالي جوا إلي العاصمة, بينما أعرب مصطفي عبدالجليل, رئيس المجلس عن اعتقاده بأن القذافي قد يكون في طريقه للهروب نحو الجزائر.
وأكد عبدالجليل أنه تمت السيطرة بشكل كامل علي باب العزيزية, معقل العقيد المخلوع, ورفض تحديد موعد لتحرير ليبيا قائلا: سيتم الإعلان عند إتمام القبض علي القذافي, وكشف عن أن عدد ضحايا معركة طرابلس بلغ004 قتيل علي الأقل وألفي جريح, وتم أسر006 من كتائب القذافي.
وقال متحدث باسم الثوار: إنهم يقاتلون القوات الموالية لمعمر القذافي للسيطرة علي مدينة سبها المهمة في جنوب ليبيا, والتي قد تكون آخر معاقله, وأوضح أنهم يتفاوضون مع مشايخ القبائل في سرت, مسقط رأس القذافي, لدخول المدينة دون إراقة دماء.
وقال شهود عيان: إن قوات القذافي أطلقت علي طرابلس عشرات من صواريخ جراد, كما قصفت بلدتي العجيلات وزوارة غرب طرابلس, وقد وقعت حالات نهب.
من جانبه, تعهد القذافي بالقتال حتي الموت أو النصر, وقال: إن انسحابه من مقره كان مجرد خطوة تكتيكية.
وحث القذافي ـ في مداخلة هاتفية بثتها قنوات تليفزيونية تابعة له ـ الليبيين علي ما سماه تطهير الشوارع من الخونة, وأصر علي أن طرابلس ليست في خطر.
وأعلن متحدث باسم القذافي أنهم مستعدون لمقاومة الثوار لمدة شهور, بل سنوات, وتوعد بتحويل ليبيا إلي بركان وحمم نار, وقال: إن0056 متطوع وصلوا إلي العاصمة.
وفي الوقت نفسه, ساد الغموض حول المكان الذي يوجد به القذافي, وبينما أعرب بعض المعارضين عن اعتقادهم بأنه ربما يكون في أحد المخابئ الكثيرة في طرابلس, قال مصطفي عبدالجليل: إن القذافي غادر ليبيا في طريقه إلي الجزائر, وأضاف أنه يتوقع أن يستغرق القبض علي القذافي وقتا طويلا.
وفي ماناجوا, كشف باياردو أرس مستشار الرئيس دانييل أورتيجا أن بلاده تعرض اللجوء السياسي علي الزعيم الليبي المخلوع, برغم أنه لم يتقدم إليها بهذا الطلب حتي الآن.